يحدث اعتلال الكلى بالغلوبيولين المناعي A عندما يتراكم جسم مضاد يُسمى الغلوبيولين المناعي A في الكلى، وذلك يسبب الالتهاب والتندب الذي يحد بدوره من قدرة الكلى على تنقية الدم من الفضلات.

اعتلال الكلى بالغلوبولين المناعي A -المسمى أيضًا مرض بيرغر- هو مرض يسبب تلف الكلى. ويحدث عندما يتراكم جسم مضاد يُسمى الغلوبولين المناعي A في الكلى. ويؤدي هذا إلى حدوث التهاب وتندب يقللان من قدرة الكلى على ترشيح الفضلات من الدم.

الكليتان عضوان في حجم قبضة اليد على شكل حبة الفاصولياء، موجودان في الجزء السفلي من الظهر؛ تقع كل واحدة منهما على أحد جانبي العمود الفقري. وتحتوي كل كلية على أوعية دموية دقيقة ترشّح المخلفات والمياه والأملاح الزائدة وغيرها من المواد من الدم. يدخل الدم "النظيف" المرشح مرة أخرى إلى مجرى الدم، في حين تتحول المياه الزائدة والفضلات إلى بول وتخرج من الجسم في نهاية المطاف أثناء التبوُّل.

تُخرج الكلى الفضلات والسوائل الزائدة من الدم عبر وحدات ترشيح يُطلق عليها الكليونات (الوحدات الكلوية). وتحتوي كل كلية على نحو مليون كليونًا.

ويحتوي كل كليون على مرشح -يُسمى الكُبيبات- يحتوي على أوعية دموية تسمى الشُعيرات. عند تدفق الدم إلى إحدى الكُبيبات، تمر الجزيئات الدقيقة كالمياه والمعادن والعناصر المغذية والفضلات عبر الشعيرات. وترشّح هذه العملية أي سوائل زائدة وأي مواد غير ضرورية من مجرى الدم.

ترشح الكلى يوميًا نحو 150 كوارتًا (حوالي 142 لترًا) من الدم. وتُنقل المياه والعناصر المغذية والمعادن التي يحتاجها جسمك عائدة إلى مجرى الدم من خلال جزء آخر من الكليون يُسمى النُّبيب. وتتحول المياه الزائدة والفضلات إلى بول يتدفق إلى المثانة ويخرج من الجسم عند التبوُّل.

تحافظ هذه العملية على التوازن الصحي للمياه والأملاح والمعادن -كالصوديوم والكالسيوم والفوسفور والبوتاسيوم- في الدم. ودون هذا التوازن، لن تؤدي الأعصاب والعضلات وغيرها من أنسجة الجسم وظيفتها بالطريقة السليمة. أما الجزيئات كبيرة الحجم -كالبروتينات وكرات الدم الحمراء- فهي أكبر من أن تتدفق عبر الكُبيبات. ويؤدي ذلك إلى منع ترشيحها خارج مجرى الدم.

يتلف اعتلال الكلى بالغلوبولين المناعي A المناطق المسؤولة عن ترشيح الفضلات من الدم في الكلي. ويحدث هذا عندما يتراكم نوع من الأجسام المضادة -الغلوبولين المناعي A- في الكُبيبات. الأجسام المضادة هي بروتينات يفرزها الجهاز المناعي لمكافحة البكتيريا والفيروسات والسموم. لكن في حال اعتلال الكلى بالغلوبولين المناعي A، يتراكم هذا النوع من الأجسام المضادة ويكوّن كتلاً داخل الكُبيبات.

يحفّز هذا التراكم حدوث الالتهاب وتلف الكلى الذي يؤثر على عملية الترشيح مؤديًا إلى جعل الكلى تسرب الدم والبروتين في البول.

يستمر الغلوبولين المناعي A في التراكم على مدار السنين، وقد يسبب التلف في نهاية المطاف تندُّبًا للكليونات. وإذا حدث التندب، فلا يوجد حاليًا علاج يستطيع ترميم الكلى المصابة بالتلف. وعندما تعجز الكلى عن ترشيح الفضلات من الدم بطريقة سليمة، يمكن أن تتراكم مستويات خطيرة من السوائل والكهارل والفضلات في الجسم.

يمكن أن يؤدي اعتلال الكلى بالغلوبولين المناعي A إلى الإصابة بالداء الكلوي في المرحلة النهائية. ويعني هذا عجز الكلى عن الاستمرار في أداء عملها كما ينبغي لتلبية احتياجات الجسم. ويحتاج المصاب بالداء الكلوي في المرحلة النهائية إلى الديلزة (غسيل الكلى) كي يظل على قيد الحياة.

Aug. 24, 2023