يجيب طبيب قلب الأطفال جوناثان جونسون، دكتور في الطب، على الأسئلة المتكررة حول عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال.

قد تحتاج بعض الأنواع البسيطة من أمراض القلب الخلقية، مثل الثقوب الصغيرة جدًا في القلب أو التضيق الطفيف في صمامات القلب المختلفة، إلى المتابعة فقط كل عامين بنوع من الفحوصات التصويرية، مثل مخطط صدى القلب. وتتطلب أنواع أمراض القلب الخلقية الأخرى الأكثر خطورة التدخل الجراحي، ويمكن لهذا التدخل أن يكون عبر جراحة قلب مفتوح أو يمكن إجراؤه في مختبر قسطرة القلب باستخدام أجهزة أو تقنيات مختلفة. ونلجأ إلى عملية الزراعة في بعض الحالات شديدة الخطورة التي يتعذر فيها إجراء الجراحة.

تعتمد الأعراض المحددة التي تظهر على الطفل المصاب بمرض قلبي خلقي على عمر الطفل. وبالنسبة إلى الأطفال الرضع، يكون أكبر مصدر لاستهلاك السعرات الحرارية هو أثناء تناول الطعام. ومن ثم تظهر معظم علامات أمراض القلب الخلقية أو فشل القلب أثناء تناول الطعام. وتشمل هذه الأعراض ضيق النفس أو صعوبة التنفس أو حتى التعرق أثناء الرضاعة. ويصاب الأطفال الأصغر سنًا بأعراض تتعلق بجهازهم البطني غالبًا. إذ قد يصابون بالغثيان والقيء أثناء الأكل، وقد يصابون بهذه الأعراض أثناء ممارسة الأنشطة أيضًا. وتميل الأعراض التي تظهر لدى المراهقين الأكبر سنًا إلى ألم الصدر أو الإغماء أو خفقان القلب. وقد تظهر عليهم هذه الأعراض أثناء التمرين أو ممارسة الأنشطة. وهذا إنذار واضح لي بصفتي طبيب قلب. وفي حال سمعت عن طفل، خاصةً المراهق المصاب بألم في الصدر أو أغمي عليه بسبب ممارسة نشاط أو رياضة، يجب أن أفحص هذا الطفل وأحرص على حصوله على الفحوصات المناسبة.

في كثير من الأحيان، يصعب تذكر كل ما قيل لك في الزيارة الأولى التي يشخَّص طفلك فيها بإصابته بمرض قلبي خلقي. وربما تكون في حالة صدمة بمجرد سماع هذا الخبر. وقد لا تتذكر كل شيء في أغلب الأحيان. لذا من الضروري طرح الأسئلة التالية في زيارات المتابعة. كيف ستكون السنوات الخمس القادمة؟ هل توجد إجراءات محددة لازمة في تلك السنوات الخمس؟ هل سنلجأ إلى أي عملية جراحية؟ ما نوع الفحوصات والمتابعة وزيارات العيادة المطلوبة؟ وما تأثير هذا في أنشطة طفلي والرياضات والأشياء المختلفة الأخرى التي يريد القيام بها يوميًا. والأهم من ذلك، كيف نتعاون معًا لمساعدة الطفل على أن يكون قادرًا على التمتع بحياة طبيعية بقدر الإمكان رغم تشخيصه بمرض قلبي خلقي.

يجب أن تسأل الطبيب عن نوع الجراحات اللازمة مستقبلاً لهذا النوع من أمراض القلب الخلقية، إذ يمكن إجراؤها كعملية قلب مفتوح أو باستخدام قسطرة القلب. وبالنسبة إلى جراحة القلب المفتوح، من الضروري أن تسأل الطبيب عن توقيت هذه الجراحة. أما بالنسبة إلى الأنواع المختلفة والمحددة من أمراض القلب الخلقية، توجد بالفعل أوقات محددة يكون فيها إجراء الجراحة أفضل من غيرها للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، سواء على المدى القصير أو الطويل بالنسبة إلى هذا الطفل. لذا اسأل الطبيب عما إذا كان يوجد وقت محدد مناسب لإجراء الجراحة المخصصة لهذا المرض ولطفلك.

هذا السؤال هو الأكثر شيوعًا الذي يطرحه عليّ الآباء والأطفال بعد تشخيصهم بمرض قلبي خلقي. تمثل الرياضات أمرًا مهمًا للغاية في حياة العديد من هؤلاء الأطفال ومجموعات صداقاتهم وطريقة تفاعلهم مع مجتمعاتهم. وفي معظم أنواع أمراض القلب الخلقية، نبذل قصارى جهدنا لاكتشاف طريقة تمكنهم من المشاركة. لكن توجد بعض أنواع أمراض القلب الخلقية التي لا يُنصح فيها بممارسة بعض الألعاب الرياضية. على سبيل المثال، لدى بعض المرضى نوع معين من متلازمة وراثية تكون فيها جدران الشرايين ضعيفة للغاية. ولا نريد لهؤلاء المرضى أن يرفعوا الأثقال أو يمارسوا أي نوع من الدفع الثقيل الذي يمكن أن يتسبب في توسع هذه الشرايين وربما تمزقها. لكن بإمكاننا اكتشاف طريقة لجعل الأطفال يمارسون الرياضات التي يحبونها يوميًا في معظم الحالات.

نرشد المرضى المصابين بمرض قلبي خلقي أثناء تقدمهم في العمر إلى أن هناك أنواعًا معينة من أمراض القلب الخلقية قابلة للتوريث. ويعني هذا أنه إذا كان أحد الوالدين مصابًا بمرض قلبي خلقي، فيكون طفله معرضًا بنسبة ضئيلة للإصابة هو أيضًا بمرض قلبي خلقي. وربما يصاب بالنوع نفسه المصاب به أحد والديه أو يصاب بنوع مختلف. ومن ثم، إذا حملت أي مريضة مصابة بعيب خلقي في القلب، فيجب مراقبتها عن كثب أثناء الحمل، بالإضافة إلى إجراء فحوصات إضافية للجنين باستخدام تخطيط صدى القلب أثناء الحمل. ولحسن الحظ، أصبح معظم مرضى أمراض القلب الخلقية في العصر الحالي قادرين على إنجاب أطفال بصورة طبيعية.

تتسم العلاقة بين المريض وأسرته وطبيب القلب المعالج بأهمية بالغة. ونتابع هؤلاء المرضى غالبًا لعقود مع تقدمهم في السن. ونلاحظهم منذ أن كانوا أطفالاً حتى أصبحوا بالغين. وإذا طرأ أي شيء يبدو غير منطقي أو غير واضح بالنسبة إليك، فابدأ بتوجيه الأسئلة. وأرجو ألا تترددوا في التواصل معنا. واعلموا أنه يمكنكم دائمًا الاتصال بفريق طب القلب المسؤول عن رعايتكم وطرح أي أسئلة جديدة عليه.

13/03/2024