مرحبًا، أنا الدكتور روبرت براون، طبيب أعصاب في مايو كلينك. يسرني أن أجيب عن بعض الأسئلة المهمة التي قد تراودكم بشأن السكتات الدماغية.

توجد أعراض نمطية تدل على الإصابة بالسكتة الدماغية، وعليك الانتباه في حال أصابتك أو أصابَت شخصًا عزيزًا عليك. وهذه الأعراض هي: تدلي الوجه وضعف الذراع وصعوبة الكلام. أي إذا أظهر المريض أيًّا من تلك الأعراض، يجب الاتصال بالطوارئ على الفور. أحيانًا تكون أعراض السكتة الدماغية مؤقتة، فلا تستمر سوى بضع دقائق أو ساعات، ويُطلق على هذه الحالة النوبة الإقفارية العابرة. ولا ينبغي تجاهل تلك الأعراض حتى وإن كانت مؤقتة. تزيد خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية خلال الأيام والأسابيع التي تلي ظهور الأعراض، لذا يُنصح بالخضوع لتقييم طارئ للوقوف على أسباب ظهور الأعراض وأفضل الطرق لتجنب الإصابة بالسكتة الدماغية في المستقبل.

تمدد الأوعية الدموية هو تجيُّب خارجي صغير على هيئة كيس أو حبة توت يمتد خارج أحد شرايين الدماغ. تتراوح نسبة المصابين بتمدد الأوعية الدموية الدماغي بين اثنين إلى ثلاثة في المائة من تعداد السكان، وغالبًا لا يسبب للمصابين أي أعراض. لكن أحيانًا يتمزّق تمدد الأوعية الدموية، مسببًا نزيفًا في الدماغ والمنطقة المحيطة به، وهو أحد أنواع النزيف الناتج عن السكتة الدماغية يسمى النزف تحت العنكبوتية. وعادةً يشعر المصابون بهذا النوع من النزف بنوبة مفاجئة من الصداع الشديد، تفوق حدته أي ألم أصابهم من قبل، ويجب خضوعهم للعناية الطبية الطارئة في هذه الحالة.

تتأثر خلايا الدماغ سريعًا جدًا بعد الإصابة بالسكتة الدماغية. فعند الإصابة بأكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا، وتُسمى السكتة الدماغية الإقفارية، أو الاحتشاء الدماغي، يقل تدفق الدم كثيرًا إلى منطقة في الدماغ؛ ما يؤدي إلى موت خلايا الدماغ الواحدة تلو الأخرى نتيجة نقص الأكسجين والعناصر المغذية الأخرى. وأحيانًا قد تساعد العلاجات الطارئة في استعادة تدفق الدم. تحقق علاجات السكتة الدماغية أقصى درجات الفاعلية إن اُستخدمت في مرحلة مبكرة بعد ظهور أعراض السكتة الدماغية مباشرةً.

يمكن تفادي حدوث غالبية السكتات الدماغية. كما أن الوقاية من السكتة الدماغية أفضل كثيرًا من محاولة علاجها بعد الإصابة بها. لدينا فئتان من عوامل الخطر: عوامل خطر غير قابلة للتغيير، وعوامل خطر قابلة للتغيير. وتشمل عوامل الخطر غير القابلة للتغيير العمر والعِرق والنوع والتاريخ الطبي العائلي للسكتة الدماغية. أما عوامل الخطر القابلة للتغيير فتشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكوليسترول، والتدخين، والسكري، وانقطاع النفس الانسدادي النومي، وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والسُمنة، والإفراط في تناوُل المشروبات الكحولية، واستعمال العقاقير الترفيهية، وبعض أنواع أمراض القلب.

يختلف تأثير كل نوع من السكتات الدماغية اختلافًا طفيفًا عن الأنواع الأخرى، إذ إن أي منطقة في الدماغ معرضة للإصابة بالسكتة الدماغية. فبعض السكتات الدماغية لها أعراض خفيفة، وبعضها يرتبط بأعراض أكثر حدة وتؤثر بشدة على النطق والقوة والبلع والمشي والرؤية. عادةً تبدأ معالجة المريض المصاب بالسكتة الدماغية في مرحلة مبكرة جدًا بعد الإصابة بها، وتشمل العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي ومعالجة النطق. قد تستغرق عملية تعافي المريض من السكتة الدماغية عدة أشهر بعد الإصابة بها وقد تطول الفترة حتى عام أو ربما أكثر. وتسير عملية التعافي على نحوٍ تدريجي إلى حدٍ كبير. لكن لا تستسلم. وكن ممتنًا للتقدم الذي يتحقق أسبوعًا تلو أسبوع وشهرًا تلو شهر.

إن كان لديك أي عوامل خطر مرتبطة بالسكتة الدماغية، فاطلب المساعدة من الفريق الطبي المتابع لحالتك للسيطرة عليها. وفي حال ظهور أعراض السكتة الدماغية، اطلب الرعاية الطارئة. نسِّق مع الفريق الطبي لإجراء التقييم المناسب بهدف الوقوف على سبب حدوث السكتة الدماغية، ووضع استراتيجيات للوقاية من تكرارها مستقبلاً. وتناوَل الأدوية حسب الوصفات الطبية. كذلك سيحدد الفريق الطبي المتابع لحالتك علاجات من شأنها مساعدتك في علاج أي اضطراب قد يكون ناتجًا عن الإصابة بالسكتة الدماغية حتى تستطيع الاستمتاع بحياتك قدر الإمكان بعد الإصابة بالسكتة. شكرًا لكم على وقتكم، ونتمنى لكم دوام العافية.

17/02/2024